
الرئيس زين العابدين بن علي يلقي خطابا بمناسبة أدائه اليمين الدستورية في مجلس النواب
17/11/2004-- التأمت بمقر مجلس النواب جلسة ممتازة أدى خلالها الرئيس زين العابدين بن علي اليمين الدستورية بعد إعادة انتخابه لفترة رئاسية جديدة.
ولدى حلوله بالساحة الخارجية للمجلس حيا رئيس الدولة العلم على أنغام النشيد الوطني قبل أن يستعرض تشكيلة شرفية من الحرس الرئاسي أدت له التحية.
وتوجه رئيس الجمهورية اثر ذلك إلى مقر مجلس النواب حيث كان في استقباله رئيس المجلس والنائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي.
واستقبل الرئيس زين العابدين بن علي بالقاعة الكبرى للجلسات التي احتضنت الجلسة الممتازة بالتصفيق الحار من قبل النواب.
ثم تولى رئيس الدولة أداء اليمين الدستورية أمام مجلس النواب وتوجه بالمناسبة إلى الشعب التونسي بخطاب أكد فيه الإرادة الراسخة في إرساء الديمقراطية والتعددية في المشهد السياسي الوطني وفي رحاب مجلس النواب وتأمين حقوق الإنسان نصا وممارسة وثقافة. وقال أن القيم الإنسانية هي منطلق لكل ما قام به سيادته من مبادرات شملت كل التونسيين والتونسيات دون إقصاء لأي طرف مشيرا في هذا الصدد إلى أنه ليس في تونس سجناء رأي أو سجناء سياسيون وأن العمل السياسي ينظمه الدستور الذي يمنع قيام أي حزب على أساس الدين أو العرق أو اللغة. وأعلن رئيس الدولة عن تنظيم انتخابات لمجلس المستشارين قبل موفى جوان 2005 تعزيزا للسلطة التشريعية .
وأكد رئيس الجمهورية حرصه على تحقيق التكامل بين مقومات الاستقرار واطراد الرقي والتنمية الشاملة من ناحية والتطور الديمقراطي التعددي الذي لا رجعة فيه من ناحية أخرى مبينا انه سيعمل على مزيد دعم الأحزاب السياسية حتى تمارس دورها ونشاطها في نطاق الاستقلالية واحترام القانون مشددا على أهمية أن تكون المعارضة بناءة وتعمل على تقديم بدائل واضحة ومتكاملة حتى يتسنى للشعب الاختيار بين برامج ورؤى تصب كلها في خدمة البلاد وبناء مستقبلها.
وأوضح الرئيس زين العابدين بن علي أن البلاد ستدخل مرحلة حاسمة في بناء تونس الغد باعتبار أبعادها السياسية وكذلك باعتبار التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي تشهدها البلاد مستعرضا بعضا من النتائج التي افرزها التعداد العام للسكان والسكنى الأخير والتي تؤكد أهمية هذه التحولات وهي نتائج تبرز أهمية عديد القطاعات والمحاور مثل التشغيل والتربية والتعليم والصحة والبيئة والاقتصاد والبنية الأساسية والتي ركز سيادته عليها برنامجه الانتخابي لتونس الغد الذي قال انه يمثل أرضية جديدة للعمل ويرسم أهدافا تعكس نجاحات الماضي وطموحات المستقبل مشيرا إلى انه سيحرص على ضمان تنفيذها لما فيه خير البلاد ونهضتها .
وبين رئيس الدولة أن تحقيق أهداف هذا البرنامج يتطلب جهد الجميع ومثابرتهم مؤكدا أن تونس للجميع وان الولاء لها وحدها وان اللحاق بمصاف الدول المتقدمة خيار يستوجب تضافر كل الجهود ومزيد البذل والمثابرة ومبينا أن النظام الجمهوري الذي حرص سيادته باستمرار على تعزيز أركانه يؤمن مشاركة الجميع ويكرس مبدأ التشاور في نطاق احترام الحريات والقيم الديمقراطية.
كما أشار إلى أنه سيتم العمل على مزيد توسيع فضاءات الحوار في المشهد الإعلامي وتعزيز دور مكونات المجتمع المدني على اختلافها في التعبير عن آرائها وخياراتها وتقديم مقترحاتها وتصوراتها في نطاق الحرية وفي ظل القانون وأخلاقيات السلوك الديمقراطي ومزيد تطوير قطاع الإعلام بما يدعم أداءه ويسهم في النهوض بخطابه.
وأعلن رئيس الدولة عن جملة من القرارات تهدف إلى دفع المؤسسة الاقتصادية ومزيد النهوض بالاستثمار والتصدير وتعميق اندماج الاقتصاد الوطني وتدعيم انفتاحه على العالم الخارجي والتدرج نحو التحرير الكامل للدينار .
وتقديرا للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ولكفاحه البطولي دعا الرئيس زين العابدين بن علي النواب إلى الوقوف ترحما على روح الزعيم الرمز للقضية الفلسطينية.
وقد قوطع خطاب رئيس الدولة عديد المرات بالتصفيق الحار من نواب الشعب تعبيرا منهم عن إكبارهم لما تضمنه من إجراءات تهدف إلى تعزيز مسيرة تونس التنموية والارتقاء بها إلى أفضل المراتب.
واثر أدائه اليمين الدستورية وإلقاء خطابه أطل الرئيس زين العابدين بن علي على جموع المواطنين والمناضلين والإطارات الذين تجمعوا بالساحة الخارجية لمقر المجلس ليحييهم ويرد على هتافاتهم ومشاعر تعلقهم بالوطن وبسياسة الإصلاح والتغيير وبسيادة الرئيس قائدا لمسيرة تونس المستقبل.
وكان رئيس مجلس النواب ألقى في مستهل الجلسة الممتازة كلمة رفع فيها إلى رئيس الدولة باسم جميع نواب الشعب أصدق التهاني لتجديد انتخاب سيادته رئيسا للجمهورية بإجماع شعبي رائع مؤكدا استعداد النواب للقيام بالواجب في إطار مبادئ السابع من نوفمبر وعلى أساس الأهداف الطموحة التي تضمنها البرنامج الانتخابي الرائد للرئيس زين العابدين بن علي والذي يهدف بالأساس إلى بناء اقتصاد المعرفة وتحرير المبادرة وتجسيم تطلعات التونسيين والتونسيات إلى التطور والحداثة .
وقد حضر فعاليات الجلسة الممتازة لمجلس النواب النائب الأول لرئيس التجمع الدستوري الديمقراطي والوزير الأول وأعضاء الديوان السياسي للتجمع ومفتي الجمهورية وأعضاء الحكومة. كما دعي لحضورها الأمناء العامون للأحزاب السياسية ورؤساء المنظمات الوطنية والهيئات القائمة والمجالس الاستشارية وعدد من الإطارات والشخصيات الوطنية.