كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان

إيمانا منه بضرورة النهوض بالحوار بين الحضارات والأديان كأداة مثلى لإقرار السلم والتسامح في العلاقات الدولية اتخذ الرئيس زين العابدين بن علي عديد المبادرات ذات بعد تاريخي، وقام رئيس الجمهورية في هذا السياق ببعث "كرسي بن علي لحوار الحضارات والأديان". وأعلن عن ذلك بمناسبة خطابه في الذكرى الرابعة عشر ة للتحوّل يوم 7 نوفمبر 2001 وقد جاء ذلك تجسيما للرؤية الشمولية للرئيس بن علي للعلاقات الإنسانية وللأسس التي يتجسم عليها التفاعل بين الشعوب والأمم، والتي تشمل الانفتاح على الآخر واعتماد الحوار والتفاهم والتعايش. فتونس التي تحتضن جامع الزيتونة وجامع القيروان وتونس مهد التلاقي والحوار، وأرض التسامح والتضامن الإنساني التي انطلقت منها أصول الفقه التنويري المسيحي، والفكر العقلاني والتحديثي للإسلام إلى أوروبا وإفريقيا ومن وراء البحار كانت دائما بوابة لتاريخ البشرية، ومصدّرة ومستوعبة للقيم الإنسانية، وموطنا لنتاج الإثراء المتنوّع للإنسان.

الصندوق العالمي للتضامن

شكل إضفاء الصبغة الإنسانية على العولمة لجعلها فرصة سانحة للتنمية المشتركة والازدهار المتقاسم على الصعيد العالمي أحد المشاغل الدائمة للرئيس زين العابدين بن علي. وهو بالذات مغزى مبادرته من أجل إنشاء صندوق عالمي للتضامن. وهذا الصندوق الذي بادر رئيس الجمهورية منذ سنة 1999 بالدعوة إلى إحداثه يهدف أساسا للمساهمة في مقاومة الفقر والنهوض بالرقي الاجتماعي والإنساني في الجهات الأكثر فقرا في العالم، مستلهما في ذلك من المبادئ الواردة بميثاق الأمم المتحدة، وكذلك من التجربة التونسية الرائدة في مجال التضامن التي حقّقت نتائج إيجابية خاصة من خلال إحداث صندوق التضامن الوطني 26-26 وقد لاقت هذه الدعوة ذات البعد الإنساني العميق الترحاب من المجموعة الدولية الخامسة والخمسين للجمعية العامة للأمم المتحدة. وفي 20 ديسمبر 2002 صوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة بالإجماع على القرار رقم 57/265 المتعلق بإقامة صندوق عالمي للتضامن وسيعمل الصندوق الخاص لبرنامجالأمم المتحدة للتنمية تحكمه قواعد التصرف المالي لهذه المؤسسة الأممية. وقد نص القرار 57/265 على أن يستجيب الصندوق إلى الطلبات الواردة من حكومات البلدان النامية المتعلقة بتمويل مشاريع ترمي إلى الحد من الفقر أو خاصة مبادرات صادرة عن منظمات أو مؤسسات صغيرة بالقطاع الخاص.

جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية

تهدف جائزة رئيس الجمهورية العالمية للدراسات الإسلامية ، التي يسندها سنويا رئيس الجمهورية إلى كل شخص مادّي أو معنوي تميّز على الصعيد العالمي، إلى إبراز ودعم الصورة المشرقة للدين الإسلامي في العالم ومبادئه السمحة التي ترتكز على الاعتدال والتكافل والتآزر وذلك بغاية إثراء الفكر الاجتهادي المؤمن بالحوار والتفتّح والرافض للانغلاق والتحجّر . وقد أحرز على هذه الجائزة للمرة الأولى السيد محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف بجمهورية مصر العربية عن بحثه بعنوان "الإسلام وقضايا الحوار".

الصفحة : 1 -